اللهم من أدخل السرور في قلوبنا .. فأدخله في قلبه

كان هناك تاجر كبير يعاني من مرض سرطاني في الصدر ... هذا التاجر لم يترك وسيلة الا سلكها ...
ولكن لم يجديه نفعا... نصحوه السفر الى الدول المتقدمه في مجال الطب .. لعله يجد مخرجا من الالام المبرحة التي كادت تفتك بصدره الضعيف والذي لا يملك حولا ..ولا قوة ... ولكن لم يسعفه الطب بتقدمه ولا العلماء بعلمهم الجم في هذا المجال .. الخصب الذي اشبع بحوثا ..عن اسباب ظهور وإنتشار هذا الداء .

المهم .. رجع التاجر الى بلده ..وقرر أن يموت على فراشه وبين ابنائه وزوجته المخلصة الباكية على حاله ..
وكان ذلك في اخر ايام العشر الاواخر من رمضان وقرب العيد
ساءت الحاله يوما بعد أخر ..والرجل ينتظر منيته .. والآلام تزداد يوما بعد آخر وتشتد وطئتها بلا رحمة أو هوادة . في الوقت كان الناس يستعدون ليوم العيد والمتبقى على دخوله يومان .
وكان يعوده الكثيرين .. مشفقين على حاله البائس ... ولكن كان من الزوار شيخ معروف بحكمته وصلاحه .. وبعد أن عرف القصة كاملة.. اشار اليه أن يبحث عن أسرة فقيرة جدا ..واخبره أن يتصدق عليهم .. وأن تكون الصدقة غنية .. اي يغنيهم وليس فقط لكفاف الحاجة وسد الرمق .. وقال له العيد على دخول ,, فأشترى لهذه الاسرة كل ما تحتاجه ويحتاجه الابناء ويحتاجه البيت مثل ما كنت تفعل تماما ببيتك وأهلك .
سمع التاجر النصيحة.. وأمر أحد العاملين لدى متاجره المخلصين بالبحث عن اسرة فقيرة ..ودلوه الناس على امرأة لديها اطفال أيتام ..

جاء هذا العامل وطرق بيت الارملة المسكينة الفقيرة .. وأخبرها أنه مرسل من سيده التاجر لكي يعطيكم (حق الله) .. ووجد العامل ايتاما عراة الا من ساتر,, وأم منكسرة لاتملك حتى قوت يومها .
وقام العامل بشراء ملابس جديدة للاطفال الايتام وكسوة جديدة كذلك للمراة .. من القماش الغالي ,, وشراء المواد الغذائية بكافة انواعها .. حتى الحلوى اشتراها للاطفال .. والالعاب والاحذية.. وقام ايضا بشراء اثاث جديد .. ودفع فوق كله مبلغا كبيرا للارملة المسكينة .. وكانت المناسبة سعيدة للام والاطفال كون أن العيد على الابواب .. وأنتهى العامل من مهمته التي كلفه به سيده ...

وهم بالخروج من منزل السيدة عندها دوى رحيق القلوب وعطر النفوس .. وهو اذان العصر ... عندها شاهد المرأة ترفع يدها الى السماء وهي تذرف دموع متتالية من عينيها المجهدة وقالت (اللهم من أدخل السرور في قلوبنا .. اللهم اسألك أن تدخل السرور في قلبه)

رجع العامل بعد أن سمع الدعوة الصالحة والصادرة من قلب أمراة منكسرة .. الى سيده ..وكانت المفاجأة ... فقد رأى سيده يقف على رجليه ضاحكا فرحا كاد يرقص من فرحه ... ففرح العامل ,اخبره القصة كاملة ... فسأله سيده متى كانت هذه الدعوة ؟.. قال عند اذان العصر... فقال التاجر ..والذي نفسي بيده ..انني شعرت في تلك اللحظة وعند الاذان وكأن ملكا مسح على صدري .. والان كما تراني لااشعر بأي الم .

هذه القصة ليست من نسج الخيال .. بل سمعتها من شيخ فاضل في احد المساجد .. في شهر رمضان .
والله على ما أقوله شهيد .


لقد كانت من فطنة الرجل الصالح تذكره للحديث الشريف..
جاء رجل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اي الناس أحب الى الله؟ واي الاعمال أحب الى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس وأحب الاعمال الى الله عزوجل، سرور يدخله على مسلم، او يكشف عنه كربة او يقضي عنه ديناً، او يطرد عنه جوعاً، .. الحديث

وصدق عليه افضل الصلاة والسلام .

ليست هناك تعليقات:

موسوعة أروع و أفضل القصص